بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وبعد؛ فقد عُرِفَ( الأَدَبُ) بأنه: ( الجميل من النظم والنثر, وقالوا (أدَّبَ فلاناً ): حذق فنون الأدب فهو أديب، و(أَدَبَ) القوم أدبا : دعاهم إلى مأدبته, و(أَدَبَ)القوم على الأمر : جمعهم عليه وندبهم إليه)- المعجم الوجيز وقد ظل الأدب من العوامل المرتبطة بالمجتمع العربي والمعبرة عنه والجامعة له منذ نشأته بل اعتبره الكثير مقياساً لقوه ة المجتمع أو ضعفه فلذلك كان الأدب من مكونات المجتمع العربي الأصيلة وانطلاقاً من شمولية هذا الدين الحنيف دين الإسلام فإننا نلتقي في هذه المدونة في رحاب الأدب نقتطف من أزهاره اليانعة ونجني من ثماره ما لذ وطاب ونقدمه لقرائنا الأعزاء والله نسأل أن يتقبل منا هذا العمل وأن يجعل هذا العمل خالص لوجه الكريم وأن يوفقنا لحمل هذه الأمانة وتبليغ هذه الدعوة والله من وراء القصد

محمد اقبال



محمد إقبال (9 تشرين الثاني 1877 - 1938) شاعر الشرق وفيلسوف الانسانية ،ولد في سيالكوت في البنجاب في من اسرة برهمية كشميرية الاصل، اهتدى احد اسلافه فيها إلى الاسلام قبل حكم الملك المغولي الشهير (أكبر) ونزح جد اقبال إلى سيالكوت التي نشأ فيها اقبال ودرس اللغة الفارسية و العربية إلى جانب لغته الأردية ، رحل اقبال إلى أوروبا وحصل على درجة الدكتواره من جامعة ميونخ في ألمانيا ، وعاد إلى وطنه ولم يشعر الا انه خلق للأدب الرفيع والشعر البديع وكان وثيق الصلة بأحداث المجتمع الهندي حتى اصبح رئيسا لحزب العصبة الاسلامية في الهند ثم العضو البارز في مؤتمر الله أباد التاريخي حيث نادى بضرورة انفصال المسلمين عن الهندوس ورأى تأسيس دولة اسلامية اقترح لها اسم باكستان ، توفي اقبال 1938 بعد ان ملأ الاّفاق بشعره البليغ وفلسفته العالية ، غنت له أم كلثوم احدى قصائده و هي "حديث الروح" .

في عام 1905 ، ذهب إقبال إلى أوروبا و بدأ دراسته بكلية اللاهوت ، جامعة كامبردج . استطاع أثناء تواجده في انكلترا أن يمارس القانون أيضا . استفاد إقبال بشكل خاص من جو كامبردج العلمي و من النقاشات التي أجراها مع طلبتها المتميزين مما أسهم في تطور فكره و تفتح آفاقه .
لم يكتف إقبال بالدراسة في كامبردج ، بل تابع دراسته في جامعة ميونيخ و هناك حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة بأطروحة حملت عنوان " تطور الميتافيزيقيا في بلاد فارس " ، عمله الآخر باللغة الإنكليزية كان كتاب " تجديد الفكر الديني في الإسلام " The Reconstruction of Religious Thought in Islam الذي نشر في عام 1928 .
بينما كان إقبال ما يزال في أوروبا بدأ بكتابة الشعر باللغة الفارسية ، كان اختياره للغة الفارسية كونها قادرة أن توصله إلى جمهور أوسع في إيران و افغانستان ، لكنه لاحقا قرر أن يكتب بالأوردية بعد أن اكتشف أن معظم شعبه الأصلي من الهنود لا يفهمون الفارسية .
اثاره

رسالة المشرق (بيام مشرق)
زبور العجم (زبور عجم)
والآن ماذا ينبغي ان نفعل يا أمم الشرق
الفتوحات الحجازية (أرمغان حجاز)

أبو القاسم الشابي


انه صوت الحرية الباكي, انه صوت الامل الحزين من يستطيع ان ينسى كلماته الخالده :إذا الشعب يوما اراد الحياة


فلا بد ان يستجيب القدر


انه فقيد الشعر والشباب "ابو القاسم الشابي:


ولد أبو القاسم الشابي في يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من شباط عام 1909م الموافق الثالث من شهر صفر سنة


1327هـ وذلك في بلدة توزر في تونس . أبو القاسم الشابي هو ابن محمد الشابي الذي ولد عام 1296هـ ( 1879 ) وفي سنة 1319هـ ( 1901 ) ذهب إلى مصر وهو في الثانية والعشرين من عمره ليتلقى العلم في الجامع الأزهر في القاهرة. ومكث محمد الشابي في مصر سبع سنوات عاد بعدها إلى تونس يحمل إجازة الأزهر. كان الشيخ محمد الشابي رجلاً صالحاً تقياً يقضي يومه بين المسجد والمحكمة والمنزل وفي هذا الجو نشأ أبو القاسم الشابي ومن المعروف أن للشابي أخوان هما محمد الأمين وعبد الحميد أما محمد الأمين فقد ولد في عام 1917 في قابس ثم مات عنه أبوه وهو في الحادية عشر من عمره ولكنه أتم تعليمه في المدرسة الصادقية أقدم المدارس في القطر التونسي لتعليم العلوم العصرية واللغات الأجنبية وقد أصبح الأمين مدير فرع خزنة دار المدرسة الصادقية نفسها وكان الأمين الشابي أول وزير للتعليم في الوزارة الدستورية الأولى في عهد الاستقلال فتولى المنصب من عام 1956 إلى عام 1958م. وعرف عن الأمين أنه كان مثقفاً واسع الأفق سريع البديهة حاضر النكتة وذا اتجاه واقعي كثير التفاؤل مختلفاً في هذا عن أخيه أبي القاسم الشابي. والأخ الآخر عبد الحميد وهو لم تتوفر لدي معلومات عن حياته. يبدو أن الشابي كان مصاباً بالقلاب منذ نشأته وأنه كان يشكو انتفاخاً وتفتحاً في قلبه ولكن حالته ازدادت سوءاً فيما بعد بعوامل متعددة منها التطور الطبيعي للمرض بعامل الزمن والشابي كان في الأصل ضعيف البنية ومنها أحوال الحياة التي تقلّب فيها طفلاً ومنها الأحوال السيئة التي كانت تحيط بالطلاب عامة في مدارس السكنى التابعة للزيتونة. ومنها الصدمة التي تلقاها بموت محبوبتة الصغيرة ومنها فوق ذلك إهماله لنصيحة الأطباء في الاعتدال في حياته البدنية والفكرية ومنها أيضاً زواجه فيما بعد.لم يأتمر الشابي من نصيحة الأطباء إلا بترك الجري والقفز وتسلق الجبال والسياحة ولعل الألم النفساني الذي كان يدخل عليه من الإضراب عن ذلك كان أشد عليه مما لو مارس بعض أنواع الرياضة باعتدال. يقول بإحدى يومياته الخميس 16-1-1930 وقد مر ببعض الضواحي : " ها هنا صبية يلعبون بين الحقول وهناك طائفة من الشباب الزيتوني والمدرسي يرتاضون في الهواء الطلق والسهل الجميل ومن لي بأن أكون مثلهم ؟ ولكن أنى لي ذلك والطبيب يحذر علي ذلك لأن بقلبي ضعفاً ! آه يا قلبي ! أنت مبعث آلامي ومستودع أحزاني وأنت ظلمة الأسى التي تطغى على حياتي المعنوية والخارجية ". وقد وصف الدكتور محمد فريد غازي مرض الشابي فقال: " إن صدقنا أطباؤه وخاصة الحكيم الماطري قلنا إن الشابي كان يألم من ضيق الأذنية القلبية أي أن دوران دمه الرئوي لم يكن كافياً وضيق الأذنية القلبية هو ضيق أو تعب يصيب مدخل الأذنية فيجعل سيلان الدم من الشرايين من الأذنية اليسرى نحو البطينة اليسرى سيلاناً صعباً أو أمراً معترضاً ( سبيله ) وضيق القلب هذا كثيرا ما يكون وراثياً وكثيراً ما ينشأ عن برد ويصيب الأعصاب والمفاصل وهو يظهر في الأغلب عند الأطفال والشباب مابين العاشرة والثلاثين وخاصة عند الأحداث على وشك البلوغ ". وقد عالج الشابي الكثير من الأطباء منهم الطبيب التونسي الدكتور محمود الماطري ومنهم الطبيب الفرنسي الدكتور كالو والظاهر من حياة الشابي أن الأطباء كانوا يصفون له الإقامة في الأماكن المعتدلة المناخ. ولكن حال الشابي ظلت تسوء وظل مرضه عند سواد الناس مجهولاً أو كالمجهول وكان الناس لا يزالون يتساءلون عن مرضه هذا : أداء السل هو أم مرض القلب؟.


ثم أعيا مرض الشابي على عناية وتدبير فرديين فدخل مستشفى الطليان في العاصمة التونسية في اليوم الثالث من شهر أكتوبر قبل وفاته بستة أيام ويظهر من سجل المستشفى أن أبا القاسم الشابي كان مصاباً بمرض القلب. توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر من عام 1934 فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الأثنين الموافق لليوم الأول من رجب سنة 1353هـ. نقل جثمان الشابي في أصيل اليوم الذي توفي فيه إلى توزر ودفن فيها ، وقد نال الشابي بعد موته عناية كبيرة ففي عام 1946 تألفت في تونس لجنة لإقامة ضريح له نقل إليه باحتفال جرى يوم الجمعة في السادس عشر من جماد الثانية عام 1365هـ.

(منقول من موقع أدب-الموسوعه العالميه للشعر العربي-بتصرف

عباس للشاعر احمد مطر

عباس وراء المتراس ،
يقظ منتبه حساس ،
منذ سنين الفتح يلمع سيفه ،
ويلمع شاربه أيضا،
منتظرا محتضنا دفه
، بلع السارق ضفة ،
قلب عباس القرطاس ،
ضرب الأخماس بأسداس ،
(بقيت ضفة)
لملم عباس ذخيرته والمتراس ،
ومضى يصقل سيفه ،
عبر اللص إليه، وحل ببيته
، (أصبح ضيفه)
قدم عباس له القهوة، ومضى يصقل سيفه
؛ صرخت زوجة عباس: " أبناؤك قتلى، عباس،
ضيفك راودني، عباس ،
قم أنقذني ياعباس"
، عباس ــ اليقظ الحساس ــ منتبه لم يسمع شيئا ،
(زوجته تغتاب الناس)
صرخت زوجته : "عباس، الضيف سيسرق نعجتنا"
، قلب عباس القرطاس ،
ضرب الأخماس بأسداس ،
أرسل برقية تهديد ،
فلمن تصقل سيفك ياعباس" ؟
" (لوقت الشدة)
.إذا ، اصقل سيفك ياعباس

الأبكم للشاعر احمد مطر

أيها الناس اتقو نار جهنم

لا تسيؤو الظن بالوالي

فسوء الظن في الشرع محرم

أيها الناس أنا في كل أحوالي سعيد ومنعم

ليس لي في الدرب سفاح، ولا في البيت مأتم

ودمي غير مباح ، وفمي غير مكمم

فإذا لم أتكلم

لا تشيعوا أن للوالي يداً في حبس صوتي

بل أنا ياناس أبكم؛

.قلت ما أعلمه عن حالتي، والله أعلم

احمد مطر


هو احد علامات الشعر في العصر الحديث هو صوت المظلومين في وجه من ظلمهم هو سياط المجلودين الذي تكتوي به ظهور جلاديهم
هو الشاعر الثائر او ان شئت قلت هو الثائر الشاعر انه احد هؤلاء الذين صوروا العلاقه بين الشعوب وبين حكامهم فبرع في رسم هذه العلاقه على لوحات شعرية بارعه انه احمد مطر
المول
د

ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات، ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من البنين والبنات، في قرية (التنومة)، إحدى نواحي (شط العرب) في البصرة. وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته، وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي

وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب، فألقى بنفسه، في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم، فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الإحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة، وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عالية من التحريض، وتتمحور حول موقف المواطن من سُلطة لا تتركه ليعيش. ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام، الأمر الذي اضطرالشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة
.
في الكويت

وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محرراً ثقافياً، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد. وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة، لكنها سرعان ما أخذت طريقها إلى النشر، فكانت (القبس) الثغرة التي أخرج منها رأسه، وباركت انطلاقته الشعرية الإنتحارية، وسجّلت لافتاته دون خوف، وساهمت في نشرها بين القرّاء.
علاقته بناجي العلي

وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فقد كان كلاهما يعرف، غيباً، أن الآخر يكره ما يكره ويحب ما يحب، وكثيراً ما كانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة، دون اتّفاق مسبق، إذ أن الروابط بينهما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية، بعيدة عن مزالق الإيديولوجيا.

وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة.
الى لندن

ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر، حيث أن لهجته الصادقة، وكلماته الحادة، ولافتاته الصريحة، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلي، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار بنفيهما معاً من الكويت، حيث ترافق الإثنان من منفى إلى منفى. وفي لندن فَقـدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلي، ليظل بعده نصف ميت. وعزاؤه أن ناجي مازال معه نصف حي، لينتقم من قوى الشر بقلمه.

ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن مسافة أميال وأميال،

يحمل ديوانه اسم ( اللافتات ) مرقما حسب الإصدار ( لافتات 1 ـ 2 إلخ ) ، وللشاعر شعبية كبيرة ، وقراء كثر في العالم العربي .

أروع ماكتب هاشم الرفاعي(شباب الاسلام)


مَـلـكـنـا هـــــذه الـدنــيــا قــرونـــا
و أخـضـعـهـا جُــــدُودٌ خـالــدونــا
و سطرنـا صحائـف مــن ضـيـاء
فـمــا نـســيَ الـزمــان ولا نسـيـنـا
حـمـلـنـاهـا ســيــوفــا لامـــعـــات
غـــداة الـــروع تــأبــى أن تـلـيـنـا
إذا خَـرَجَـتْ مــن الأغـمـاد يـومــا
رأيــت الـهَــوْل و الـفـتـح المبـيـنـا
وكــنـــا حــيـــن يـأخــذنــا وَلِـــــيٌّ
بطـغـيـان نــــدوس لــــه الجـبـيـنـا
تـفـيـض قلـوبـنـا بـالـهـدي بــأســا
فمـا نُغْضِـي عــن الظـلـم الجفـونـا
ومــا فَـتِـئَ الـزمـان يــدور حـتــى
مـضــى بالـمـجـد قـــوم آخــرونــا
و أصبح لا يُرَى في الركب قومي
وقــــد عــاشــوا أئـمــتــه سـنـيـنــا
و آلـمــنــي و آلـــــم كـــــل حـــــر
سـؤال الدهـر : أيــن المسلمـونـا ؟
تُـرى هـل يرجـع المـاضـي فـإنـي
أذوب لــذلــك الـمـاضــي حـنـيـنــا
بَنَيْـنَـا حـقـبـة فـــي الأرض مـلـكـا
يُــدَعِّــمــه شـــبـــاب طـامـحــونــا
شـبــاب ذلــلــوا ســبــل الـمـعـالـي
ومـا عرفـوا سـوى الإسـلام ديـنـا
تـعــهــدهــم فـأنـبــتــهــم نــبـــاتـــا
كريمـا طـاب فـي الدنيـا غصـونـا
هــمُ وردوا الـحـيـاض مـبـاركـات
فـسـالــت عـنـدهــم مــــاء مـعـيـنـا
إذا شـهـدوا الـوغـى كـانـوا كـمــاة
يـدكــون الـمـعـاقـل و الـحـصـونـا
و إن جــنَّ الـمـسـاء فـــلا تـراهــم
مـــــن الإشــفـــاق إلا سـاجـديـنــا
شــبــاب لــــم تـحـطـمـه الـلـيـالــي
ولـم يُسْـلِـمْ إلــى الخـصـم العريـنـا
ولـــم تشـهـدهـم الأقــــداح يــومــا
وقـــد مـلـئــوا نـواديـهــم مـجـونــا
ومــا عـرفـوا الأغـانــي مـائـعـات
ولـكــن الـعــلا صـيـغــت لـحـونــا
و قــد دانـــوا بأعظـمـهـم نـضــالا
وعـلــمــا لا بـأجـرئـهــم عـيــونــا
فـيـتــحــدون أخـــلاقــــا عـــذابــــا
ويـأتـلـفــون مـجـتـمـعـا رزيـــنـــا
فمـا عــرف الخـلاعـة فــي بـنـات
ولا عــرف التـخـنـث فـــي بنـيـنـا
و لـــم يـتـشـدقـوا بـقـشــور عــلــم
ولــــم يتـقـلـبـوا فــــي المـلـحـديـنـا
و لــم يتبـجـحـوا فـــي كـــل أمـــر
خـطـيــر كي يقال مثقفونا
كـذلـك أخـــرج الإســـلام قـومــي
شـبـابــا مـخـلـصـا حــــرا أمـيـنــا
وعـلـمـه الـكـرامـة كـيــف تُـبْـنَــى
فــيــأبــى أن يــقــيــد أو يــهــونـــا
دعـونــي مــــن أمــــان كــاذبــات
فــلــم أجــــد الـمـنــى إلا ظـنــونــا
و هاتـوا لــي مــن الإيـمـان نــورا
و َقــــوّوا بــيــن جـنـبــي اليـقـيـنـا
أمـــد يـــدي فـأنـتـزع الــرواســي
و أبـنــي الـمـجـد مؤتـلـقـا مـكـيـنـا

أروع ما كتب هاشم الرفاعي


رساله في ليلة التنفيذ

أبتاه ماذا قد يخطُّ بناني .... والحبلُ والجلادُ ينتظراني

هذا الكتابُ إليكَ مِنْ زَنْزانَةٍ ... مَقْرورَةٍ صَخْرِيَّةِ الجُدْرانِ

لَمْ تَبْقَ إلاَّ ليلةٌ أحْيا بِها ... وأُحِسُّ أنَّ ظـلامَها أكفاني

سَتَمُرُّ يا أبتاهُ لستُ أشكُّ في .. هـذا وتَحمِلُ بعدَها جُثماني

الليلُ مِنْ حَولي هُدوءٌ قاتِلٌ .... والذكرياتُ تَمورُ في وِجْداني

وَيَهُدُّني أَلمي فأنْشُدُ راحَتي ....في بِضْـعِ آياتٍ مِنَ القُرآنِ

والنَّفْسُ بينَ جوانِحي شفَّافةٌ .. دَبَّ الخُشوعُ بها فَهَزَّ كَياني

قَدْ عِشْتُ أُومِنُ بالإلهِ ولم أَذُقْ .. إلاَّ أخيراً لـذَّةَ الإيمـانِ

والصَّمتُ يقطعُهُ رَنينُ سَلاسِلٍ .. عَبَثَتْ بِهِـنَّ أَصابعُ السَّجَّانِ

مـا بَيْنَ آوِنةٍ تَمُرُّ وأختها ..... يرنو إليَّ بمقلتيْ شيــطانِ

مِنْ كُوَّةٍ بِالبابِ يَرْقُبُ صَيْدَهُ ..... وَيَعُودُ في أَمْنٍ إلى الدَّوَرَانِ

أَنا لا أُحِسُّ بِأيِّ حِقْدٍ نَحْوَهُ ..... ماذا جَنَى فَتَمَسُّه أَضْغاني

هُوَ طيِّبُ الأخلاقِ مثلُكَ يا أبي ....لم يَبْدُ في ظَمَأٍ إلى العُدوانِ

لكنَّهُ إِنْ نـامَ عَنِّي لَحظةً ..... ذاقَ العَيالُ مَرارةَ الحِرْمانِ

فلَـرُبَّما وهُوَ المُرَوِّعُ سحنةً ..... لو كانَ مِثْلي شاعراً لَرَثاني

أوْ عادَ-مَنْ يدري- إلى أولادِهِ .. يَوماً تَذكَّرَ صُورتي فَبكاني

وَعلى الجِدارِ الصُّلبِ نافذةٌ بها ... معنى الحياةِ غليظةُ القُضْبانِ

قَدْ طـالَما شارَفْتُها مُتَأَمِّلاً ..... في الثَّائرينَ على الأسى اليَقْظانِ

فَأَرَى وُجوماً كالضَّبابِ مُصَوِّراً .... ما في قُلوبِ النَّاسِ مِنْ غَلَيانِ

نَفْسُ الشُّعورِ لَدى الجميعِ وَإِنْ هُمُو .. كَتموا وكانَ المَوْتُ في إِعْلاني

وَيدورُ هَمْسٌ في الجَوانِحِ ما الَّذي ..... بِالثَّوْرَةِ الحَمْقاءِ قَدْ أَغْراني؟

أَوَ لَمْ يَكُنْ خَيْراً لِنفسي أَنْ أُرَى ..... مثلَ الجُموعِ أَسيرُ في إِذْعانِ؟

ما ضَرَّني لَوْ قَدْ سَكَتُّ وَكُلَّما ..... غَلَبَ الأسى بالَغْتُ في الكِتْمانِ؟

هذا دَمِي سَيَسِيلُ يَجْرِي مُطْفِئاً ..... ما ثارَ في جَنْبَيَّ مِنْ نِيرانِ

وَفؤاديَ المَوَّارُ في نَبَضاتِـهِ ..... سَيَكُفُّ في غَدِهِ عَنِ الْخَفَقانِ

وَالظُّلْمُ باقٍ لَنْ يُحَطِّمَ قَيْدَهُ ..... مَوْتي وَلَنْ يُودِي بِهِ قُرْباني

وَيَسيرُ رَكْبُ الْبَغْيِ لَيْسَ يَضِيرُهُ ....شاةٌ إِذا اْجْتُثَّتْ مِنَ القِطْعانِ

هذا حَديثُ النَّفْسِ حينَ تَشُفُّ عَنْ ... بَشَرِيَّتي وَتَمُورُ بَعْدَ ثَوانِ

وتقُولُ لي إنَّ الحَياةَ لِغايَةٍ ..... أَسْمَى مِنَ التَّصْفيقِ ِللطُّغْيانِ

أَنْفاسُكَ الحَرَّى وَإِنْ هِيَ أُخمِدَتْ .... سَتَظَلُّ تَعْمُرُ أُفْقَهُمْ بِدُخانِ

وقُروحُ جِسْمِكَ وَهُوَ تَحْتَ سِياطِهِمْ ....قَسَماتُ صُبْحٍ يَتَّقِيهِ الْجاني

دَمْعُ السَّجينِ هُناكَ في أَغْلالِهِ ..... وَدَمُ الشَّـهيدِ هُنَا سَيَلْتَقِيانِ

حَتَّى إِذا ما أُفْعِمَتْ بِهِما الرُّبا ..... لم يَبْقَ غَيْرُ تَمَرُّدِ الفَيَضانِ

ومَنِ الْعَواصِفِ مَا يَكُونُ هُبُوبُهَا ..... بَعْدَ الْهُدوءِ وَرَاحَةِ الرُّبَّانِ

إِنَّ اْحْتِدامَ النَّارِ في جَوْفِ الثَّرَى ..... أَمْرٌ يُثيرُ حَفِيظَةَ الْبُرْكانِ

وتتابُعُ القَطَراتِ يَنْزِلُ بَعْدَهُ ..... سَيْلٌ يَليهِ تَدَفُّقُ الطُّـوفانِ

فَيَمُوجُ يقتلِعُ الطُّغاةَ مُزَمْجِراً ..... أقْوى مِنَ الْجَبَرُوتِ وَالسُّلْطانِ

أَنا لَستُ أَدْري هَلْ سَتُذْكَرُ قِصَّتي .. أَمْ سَوْفَ يَعْرُوها دُجَى النِّسْيانِ؟

أمْ أنَّني سَأَكونُ في تارِيخِنا ..... مُتآمِراً أَمْ هَـادِمَ الأَوْثـانِ؟

كُلُّ الَّذي أَدْرِيهِ أَنَّ تَجَرُّعي ..... كَأْسَ الْمَذَلَّةِ لَيْسَ في إِمْكاني

لَوْ لَمْ أَكُنْ في ثَوْرَتي مُتَطَلِّباً ..... غَيْرَ الضِّياءِ لأُمَّتي لَكَفاني

أَهْوَى الْحَياةَ كَريمَةً لا قَيْدَ لا ....إِرْهابَ لا اْسْتِخْفافَ بِالإنْسانِ

فَإذا سَقَطْتُ سَقَطْتُ أَحْمِلُ عِزَّتي .. يَغْلي دَمُ الأَحْرارِ في شِرياني

أَبَتاهُ إِنْ طَلَعَ الصَّباحُ عَلَى الدُّنى .. وَأَضاءَ نُورُ الشَّمْسِ كُلَّ مَكانِ

وَاسْتَقْبَلُ الْعُصْفُورُ بَيْنَ غُصُونِهِ ..... يَوْماً جَديداً مُشْرِقَ الأَلْوانِ

وَسَمِعْتَ أَنْغامَ التَّفاؤلِ ثَـرَّةً ..... تَجْـري عَلَى فَمِ بائِعِ الأَلبانِ

وَأتـى يَدُقُّ- كما تَعَوَّدَ- بابَنا ..... سَيَدُقُّ بابَ السِّجْنِ جَلاَّدانِ

وَأَكُونُ بَعْدَ هُنَيْهَةٍ مُتَأَرْجِحَاً ..... في الْحَبْلِ مَشْدُوداً إِلى العِيدانِ

لِيَكُنْ عَزاؤكَ أَنَّ هَذا الْحَبْلَ ما ... صَنَعَتْهُ في هِذي الرُّبوعِ يَدانِ

نَسَجُوهُ في بَلَدٍ يَشُعُّ حَضَارَةً ..... وَتُضاءُ مِنْهُ مَشاعِلُ الْعِرفانِ

أَوْ هَكذا زَعَمُوا! وَجِيءَ بِهِ إلى ... بَلَدي الْجَريحِ عَلَى يَدِ الأَعْوانِ

أَنا لا أُرِيدُكَ أَنْ تَعيشَ مُحَطَّماً ..... في زَحْمَةِ الآلامِ وَالأَشْجانِ

إِنَّ ابْنَكَ المَصْفُودَ في أَغْلالِهِ ... قَدْ سِيقَ نَحْوَ الْمَوْتِ غَيْرَ مُدانِ

فَاذْكُرْ حِكاياتٍ بِأَيَّامِ الصِّبا ..... قَدْ قُلْتَها لي عَنْ هَوى الأوْطانِ

وَإذا سَمْعْتَ نَحِيبَ أُمِّيَ في الدُّجى ... تَبْكي شَباباً ضاعَ في الرَّيْعانِ

وتُكَتِّمُ الحَسراتِ في أَعْماقِها ..... أَلَمَاً تُوارِيهِ عَـنِ الجِيرانِ

فَاطْلُبْ إِليها الصَّفْحَ عَنِّي إِنَّني ... لا أَبْتَغي مِنَها سِوى الغُفْرانِ

مازَالَ في سَمْعي رَنينُ حَديثِها ..... وَمقالِها في رَحْمَةٍ وَحنانِ

أَبُنَيَّ : إنِّي قد غَدَوْتُ عليلةً ..... لم يبقَ لي جَلَدٌ عَلى الأَحْزانِ

فَأَذِقْ فُؤادِيَ فَرْحَةً بِالْبَحْثِ عَنْ ...بِنْتِ الحَلالِ وَدَعْكَ مِنْ عِصْياني

كـانَتْ لهـا أُمْنِيَةً رَيَّـانَةً ..... يا حُسْنَ آمالٍ لَها وَأَماني

وَالآنَ لا أَدْري بِأَيِّ جَوانِحٍ ..... سَتَبيتُ بَعْدي أَمْ بِأَيِّ جِنانِ

هذا الذي سَطَرْتُهُ لكَ يا أبي ..... بَعْضُ الذي يَجْري بِفِكْرٍ عانِ

لكنْ إذا انْتَصَرَ الضِّياءُ وَمُزِّقَتْ ... بَيَدِ الْجُموعِ شَريعةُ القُرْصانِ

فَلَسَوْفَ يَذْكُرُني وَيُكْبِرُ هِمَّتي ..... مَنْ كانَ في بَلَدي حَليفَ هَوانِ

وَإلى لِقاءٍ تَحْتَ ظِلِّ عَدالَةٍ ..... قُدْسِيَّةِ الأَحْـكامِ والمِيزانِ

هاشم الرفاعي


هل سمعت يوماً من يشدو بهذه الأبيات :
ملكنا هذه ادنيا القرونا وأخضعها جدود خالدونا
وسطرنا صحائف من ضياءً فما نسي الزمان ولا نسينا
أم هل تناهى إلى سمعك من يلقي أبياتاً من رائعته المصونه
أبتاه ماذا قد يخط بناني والحبل والجلاد منتظراني
وهل سألت نفسك ذات يوم من هذا العملاق الذي خطت يمينه هذه الدرر , إنه شاعرٌ فذٌ عظيمٌ، أنه شهيد الشباب وعاشق الحرية

إنه(هاشم الرفاعي) الذي لم يمهله القدر الوقت الكافي؛ ليبدي لنا كل ما عنده، فجاءت وفاته وهو دون الخامسة والعشرين، إلا أن هذا لم يمنعه من أن يقدم لنا روائع شعرية أنبأت عن قلب شاعر مرهف الحس مالكٍ لأدوات فنه، مخلصٍ لدينه ولأمته، حتى قال عنه بعضهم: "لو عاش هاشم الرفاعي إلى سن الثلاثين لكان أشعر أهل زمانه

المولد والنشأة:
في قرية "إنشاص الرمل" في محافظة الشرقية بجمهورية مصر العربية كان مولده في منتصف مارس عام 1935م. وهو "السيد بن جامع بن هاشم بن مصطفى الرفاعي"، ينتهي نسبه إلى الإمام أبي العباس أحمد الرفاعي الكبير- مؤسس الطريقة الرفاعية، ووالده هو الشيخ "جامع الرفاعي"، ورث ريادة الطريقة عن أبيه عن جده، وكان شاعرًا متصوفًا، وقد تُوفي عام 1943م، وكان الشاعر في الرابعة عشرة من عمره، وقد اشتهر الشاعر باسم جده- هاشم الرفاعي- تيمنًا به، فقد كان أحد العلماء الفضلاء من أعلام التصوف السني.
حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة في مكتب الشيخ "محمد عثمان"، ثم التحق الشاعر في صباه بالتعليم المدرسي، ولكنه تركه وهو على أبواب الشهادة الابتدائية "نظام قديم"، ثم التحق عام 1947 بمعهد الزقازيق الديني، وقد أمضى به الشاعر تسع سنوات كاملة من عام 1947 إلى عام 1956م.
ثم التحق الشاعر بكلية دار العلوم، ولكنه لم يتم الدراسة بها، حيث تُوفي قبل التخرج، وكان ذلك يوم الأربعاء الموافق الأول من شهر يوليو 1959م وهو في سن الرابعة والعشرين، وسط ذهول من أهل قريته وأهله وكل من عرفوه.

تنوعت الاغراض التي أبدع فيها هاشم الرفاعي
فكتب في الوطنية ومن شعره الوطني قصيدة كتبها عام 1951، وهي قصيدة (مصر الجريحة) فنجده يشبه مصر بالحسناء التي أنهكها الأنين يفيض قلبها أسىً، وتذرف عيناها الدموع، تندب مجدها الضائع وعزتها المهدرة، ويشير فيها إلى حركة "الإخوان المسلمين" وما تحمَّلوه من عذاب في هذه الفترة العصيبة.
يقول فيها:
ما راعني في الليل إلا أن أرى شبحًا بأثواب الدجى يتلفَّع
يمشي الهويني شاكيًا فكأنه صبٌ بساعات الرحيل يودع
فدنوت منه محاذرًا فإذا به حسناء أنهكها الأنين الموجع
فهتفت ما بال الفتاة أرى لها قلبًا يفيض أسىً وعينًا تدفع
من أنت يا فتاة؟ قالت يا فتى إني أنا مصر التي تتوجـع
أبكي على مجدي وأندب عزتي هذان فقدْهُما مصاب مجذع
إلى قوله:
ناديتها: نفسي فداؤك لا البكا يجدي ولا طول التفجع ينفع
إن كان ساءك أن أرضك قد غدت مرعىً به ذئب الغواية يرتـع
فهنا جند قام يسعى جاهدًا في الدين يقتلع الفساد وينزع
لله در القوم إن نفوسهم لتشع بالحق اليقـين وتنبـع
فتحملوا ألم الأذى ببسالة وأمضهم كأس العذاب المنزع
ففتى العقيدة مثخن بجراحه والشيخ يضرب بالسياط ويقرع

و قال في مولد الرسول صلى الله عليه وسلم قصيدة بعنوان (الذكرى العطرة) عام 1951م يقول فيها:
حتى أضاءت بمولود لآمنة أرجاء مكة وانجابت دياجيها
ومن تتبع تاريخ الهدى رأى فيه الجلالة في أسمى معانيها
ففي البطولة يلقى ما يمجدها وفي الرجولة يلقى ما يزكيها
لما أتوا كعبةً بالبيت واجتمعوا كي يودعوا الحجر الأزكى مبانيها
وأوشكت أن تقوم الحرب بينهم والويل للقوم إن هبت سوافيها
فأرسل الله حقنًا للدماء فتىً أنعم بحكمته إذ كان يبديها!!!
فما مضى عنه فرد كان مكتئبًا إلا مضى مطمئن النفس راضيها

وتحت راية الاسلام كتب عام 1959 قصيدة شباب الاسلام يقول فيها
ملكنا هذه الدنيا قرونا وأخضعها جدود خالدونا
وسطرنا صحائف من ضياء فما نسي الزمان ولانسينا
ومما قاله في باب الدعابة والظرف عام1952
أتانا غنيما بالفطير وأحضرا
وكنا حسبناه دجاجا محمرا
بكى أحمد لما رأى اللفت دونه
وأيقن أن الجوع كان مقدرا
فقلت له لا تبك عينك اننا
سنأكل لفتاأو نموت فنقبرا
وقال في الغزل عام 1959
انا ياغادتي الحسناء
أطوي في الحشا جمر
اظلمت هواي ولم اعشق
سواك وليس لي أخرى
ولو فكرت في هجري
لعشت على سنا الذكرى
وأبكيت الوجود معي
وفجرت الاسى شعرا
رماد الفضيلة:
ـ
يدعو الشاعر إلى الفضيلة ومكارم الأخلاق ويحارب الفساد، فنجده يخاطب فتيات الجامعة- اللاتي خرجن عن الأعراف الإسلامية- فيقول في قصيدته (رماد الفضيلة) عام 1957:
لا تمدي لصيده أحبولة من تثنٍّ ومقلة مكحولة
إنه ههنا أخ وزميل أنت أخت له وأنت زميلة
نحن في منهل للعلوم ولسنا في مباراة فتنة مصقولة
فعلام الشفاه ترمي بنار خلفت تحتها رماد الفضيلة
- وينتقد الشباب المستهتر فيقول:
وفتاك الذي جلست إليه جلسات قصيرة وطويلة
تافه في الشباب حين نراه لا ندري فيه ذرة من رجولة
من يظن المجون خفة ظل فهو يبدي خلاعة مرذولة
يطلق النكتة السخيفة من فيه ويزجي العبارة المعسولة
* أغنية أم:
- يذكِّر الشاعر بمحنة الأحرار والإسلاميين في كل مكان في قصيدة بعنوان (أغنية أم) مارس 1959، متبعًا فيها أسلوب التورية الذي كان يلجأ إليه أحيانًا، يقول فيها على لسان من فقدت زوجها، تهدهد صغيرها، وترضعه وصية لها مشوبة بآلام مع ابنها، فيقول:
نم يا صغيري إن هذا المهد يحرسه الرجاء
من مقلة سهرت لآلام تثور مع المساء
فأصوغها لحنًا مقاطعه تأجج في الدماء
أشدوا بأغنيتي الحزينة، ثم يغلبني البكاء
وأمد كفي للسماء لاستحث خطى السماء
نم لا تشاركني المرارة والمحن
فلسوف أرضعك الجراح مع اللبن
حتى أنال على يديك من وهبت لها الحياة
يا من رأى الدنيا ولكن لن يرى فيها أباه

وقد توفي الشاعر في يوليو عام 1959 وقد ترك ديوانا رائعا حققه ودرسه اخوه عبد الرحيم جامع الرفاعي وقد لحنت بعض اشعاره اناشيد انتشرت انشارا واسعا منها قصيدة شباب الاسلام
.